أبوعبد الله جعفر بن عفان الطائي (ت 150هـ) - حياته وما تبقى من شعره -
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين الى يوم الدين. وبعد:
فيعد فن التحقيق من المسائل التي تتطلع إليها الساحة الأدبية بشكل كبير, لما لها من أهمية مظنية بإخراج التراث في حلّةٍ جديدةٍ, لتزويد القراء بثقافة مفقودة لبعض الأدباء والشعراء والمؤلفين الذين ضاع تراثهم, وهو ليس أمراً هيناً؛ لأنّه يتطلب كثير من الصبر والجهد والمشقة, ولكن ثمرة هذا الجهد تنضج بإخراج النص المحقق صحيحاً كما وضعه مؤلفه, ليفيد به في احياء تراث السلف, وليكون بين أيدي الدارسين ينتفعون به ويفيدون.
وفي ميدان التأطير الزمني للنصوص الشعرية التي تعامل معها البحث فهي تعود إلى العصر الأدبي العباسي, ذلك العصر الذي زخر بالشعر والنثر في جميع المذاهب والأيدولوجيات الفكرية, فقد تنوعت مشاربه الثقافية ومرجعياته الفكرية كل بحسب ثقافته ومورده.
والشاعر أبو جعفر الطائي من الشعراء الذين لم ينالوا حقهم من التحقيق والدراسة, فهو من الشعراء البارزين في ذلك العصر، لاسيما أنّه يمتلك ديواناً شعرياً ضخماً, بيد أنّه ضاع وأُتلِفَ لأسباب سياسية ودينية ، لأنّه كان من المجاهرين بحب أهل البيت عليهم السلام، والمدافعين عنهم ومن المطالبين بحقهم وتسجيل مآثرهم عن طريق الإنشاد في المحافل بمعارضات شعرية تتناسب مع العرض الموضوعي والمعنوي.
وأمام هذه الإشراقات المعرفية كان لنا السبق في جمع شعره وتحقيقه, فكان أن وسم هذا البحث بـ(أبو عبد الله جعفر بن عفان الطائي- حياته وما تبقى من شعره -) .
لقد كان هدف البحث أولاً: هو جمع شعر أبي جعفر الطائي وتحقيقه تحقيقاً علمياً, وبذلك انتظم البحث على مبحثين, الأول: تضمن الحديث عن ترجمة الطائي وفيه عدة فقرات منها: نسبه وولادته وصفته, أخباره, تشيعه وموالاته لأهل البيت عليهم السلام، والمبحث الثاني: منهج التحقيق والنص المحقق.
ثم انتهت الدراسة الى خاتمة تضمنت أهم النتائج التي خلص البحث اليها، ثم قائمة بالمصادر والمراجع, وفي الختام نقول إنَّ هذا الجهد هو هديةٌ لسيدنا ومولانا الإمام الحسين u الذي نرجو شفاعته ُ يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون. فهذا جهد المقل ونتاج المبتدئ. وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين .