العجائبيّ والغرائبيّ في هاشميات الكميت بن زيد الأسديّ الأمويّ

الملخص

تحاول هذه الدراسة تجسيد محاولات التحرر من الأنماط التحليلية للنماذج الشعرية وكسرها، عبر المزج بين الواقع والخيال البعيد والتصورات الجديدة، والتي تمد الديوان الشعري بالكثير من الأبعاد الغرائبية والعجائبية مخترقة بذلك توقعات القارئ، سواء في الموضوع والفكرة، أو في الأسلوب ولغته. لقد وقع اختيار الباحث على هاشميات الكميت بن زيد الأسدي للدراسة والتحليل الأدبي، والكميت شاعر وُلد إبان العصر الأموي، وهجا الكثير من حكام دولة بني أمية، وكان عالمًا وخطيبًا مفوهًا، وقال عنه النقاد : إن لم يكن من قومه إلا هو لكفاهم بذلك منقبةً، وهو أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي؛ وعلى هذا كان الكميت من الشعراء الأمويين المجددين، وكان عليمًا بلغات العرب وأيامهم، وعُرف ديوانه بهاشميات الكميت، وتزخر الهاشميات محل الدراسة بمظاهر الغرائبية والعجائبية في مقوماتها الشعرية؛ حيث تضعنا أمام سلسلة من الأحداث والشخصيات والأماكن، التي صنعها الكميت من مخيلته الإبداعية الخارقة للمألوف، بنوع من القدرات العالية التي تجعل المستحيل في الواقع ممكنًا في الأعمال الفنية الأدبية والشعرية بالأخص، وحاولنا تحليل شعر ابن زيد الأسدي وكشف خبايا الواقع الذي يجسده بطريقة أدبية تحقق بعدًا فنيًّا سنأتي على ذكره.
آثرنا أن يكون عنوان دراستنا هذه موسومًا بــ : " العجائبي والغرائبي في هاشميات الكميت بن زيد الأسدي الأموي"، حيث تتلخص إشكالية البحث في جملة من الأسئلة التي تفرض نفسها، أهمها: ما المقصود بالشعر الغرائبي والعجائبي؟ وكيف تظهر الملامح الغرائبية والعجائبية في الخطاب الشعري؟ وارتأينا أن نعتمد على المنهج البنيوي للإجابة عن إشكالية بحثنا، وهو المنهج الذي يتناول النص بالوصف والتحليل، انطلاقًا من بنيات النص المختلفة، ومن العلاقات الرابطة بينها في مستويات النص المتعددة.