فاعلية المابينية في اللغة الاخراجية المسرحية
الملخص
تعد المابينية مفهوما جديدا مرتبط بالتنوع الثقافي للمجتمعات المختلفة، واختلاف نتاجاتها الفلسفية والادبية والفنية. فثمة بُعدٌ فكري للمابينية يتجسد في التعبير عن ظاهرة التلاقح الثقافي الناتج عن تحول العالم الى قرية صغيرة والتوجه نحو الغاء الحدود والفواصل بين المجتمعات المعاصرة. ان المابينية، بصفتها تجاذبا ناتجا عن تعدد الثقافات, تخلق فضاءات مختلفة ومواقع جديدة للذات الانسانية من جهة، وتؤدي الى تداخل الفضاءات المعرفية والفنية من جهة اخرى.
وتتبنى الدراسات المابينية فكرة العالم الواحد واندماج الهويات رغم اختلاف الثقافات مؤدية الى تجدد الاساليب القديمة بطابع جديد يحمل سمات التهجين. ان عامل التثاقف كان حافزا مؤثرا في بروز هذا المفهوم في الثقافة العربية، خاصة تحت تأثير الاستعمار وما بعد الكولونيالية من اختلاط وتمازج وتفاعل. فجميع الثقافات في حالة تأثير متبادل وتغير مستمر، ويمكن القول ان: كل شكل جديد من اشكال الثقافة هو، بصورة ما، نموذج للمابينية.
تتمظهر المابينية في المسرح عبر تشكيل منطقة وسطى بين المحلي والعالمي, وبين التراث والمعاصرة تساعد على خلق مسرحِ جديدِ يحمل تأثير كلا الفضائيين. وعلى الرغم من ان هذا المصطلح ظهر حديثا في عالم الادب والنقد، إلا اننا نستطيع ان نرصد العديد من الاعمال المسرحية في الوطن العربي التي استثمرت التلاقح بين الثقافات وتلمست صورها الجديدة التي تشكلت بعد هذا التمازج والاندماج. استثمرت الممارسة المسرحية المعاصرة هذا المفهوم الثري والمتجدد بمقدار استلهامها للثقافات الاخرى, من اختلاف واختلاط وتجاذب, واصالة وانتجت مناطق جديدة ذات صور جمالية تضيف للمسرح العربي بعدا جماليا اخر. ومن هنا ظهرت الحاجة للبحث في تناول اثر المابينية في المسرح العربي في العنوان الموسوم (المابينية وتجلياتها في اللغة الاخراجية المعاصرة) وتم طرح مشكلة البحث من خلال التساؤلات التالي:
- هل للمابينية حضور في اللغة الاخراجية المعاصرة في المسرح العربي؟
- كيف استطاع المسرح العربي توظيف المابينية في طرح رؤى اخراجية وهوية جديدة للعرض المسرحي؟