حادثة إحراق المصحف الشريف الاستجابات البليغة وتشكل الهوية الموحدة دراسة في ضوء بلاغة الجمهور
الملخص
يُعد القرآن الكريم الدستور السماوي المنزل على نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو محط تقديس واحترام من قبل جميع المسلمين على اختلاف رؤاهم وتعدد مذاهبهم، فهم يُجمعون على احترامه وتقديسه، وينظرون له على أنَّه دستورهم الذي ينظم حياتهم وفيه عزتهم ورفعتهم، فهو الينبوع الذي تنطلق منه التشريعات والأسس التي تنظم حياة البشرية؛ لذا فإنَّ المساس به هو مساس بمقدسات المسلمين ودستورهم، وهو استفزاز لملياري مسلم على بقاع المعمورة، من هذا المنطلق فإنًّ موجة الاحتجاج والإدانة والتنديد والرفض لحادثة إحراق المصحف الشريف في أول أيام العيد قد شكلت استجابة بليغة رافضة للتجاوز على القران الكريم، واتخذت هذه الاستجابة أنماطاً تعبيرية مختلفة، وثيمات متعددة، لكنها تلتقي في نقطة واحدة وهي الدفاع عن قدسية القرآن مشكلة عبر هذا الأمر هوية إسلامية موحدة، وعلى هذا الأساس فإنَّ هذا البحث يحاول الوقوف على هذه الاستجابات البليغة ومعرفة اشكالها وتحليلها، مستعيناً بفرعٍ بلاغي معاصر وهو بلاغة الجمهور، لمحاولة رصد الاستجابات التي تصدت لهذه الحادثة، وعدتها خطاباً يؤسس للبغضاء والكراهية والعدوانية والتمييز.