أحكامُ الجّهرِ والإخفات في الصلاة دراسةٌ فقهيّةٌ قُرآنيّة
الكلمات المفتاحية:
أحكام الجهر، الأخفات، الصلاة، دراسة فقهيّة قرآنية، فقهاء المسلمينالملخص
الصلاةُ رُكنٌ أساس في أركانِ الدينِ الاسلامي الحنيف ، صرَّحَ بذلك القرآن الكريم في مواضعَ عدّة ، وأمرَ باقامتها وعدم التهاونِ بشأنها ، والاستخفاف بمضمونها تحتَ أيِّ ظرفٍ من الظروف ، قال تعالى : (( 0000 أقيموا الصلاة 000)) 0
وقال تعالى : (( 000 إنَّ الصلاةَ كانتْ على المؤمنينَ كتابًا موقوتًا)) 0
غيرَ أنَّ القرآنَ الكريم أمرَ بالصلاةِ إيجازًا ، وجاءَ دورُ السّنةِ النبويّةِ لبيانِ عظمتها وأهميتها حتى صارتْ برزخًا بين الرجلِ وبين الشركِ والكُفرِ ، فقد وردَ عن جابر بن عبدالله أنّهُ قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ( صلّى الله عليهِ وآلهِ) يقول : ( إنَّ بينَ الرجل وبين الشركِ والكُفر ترك الصلاة ) 0
مثلما تكفّلتْ السّنةُ النبويّة في بيان تفاصيلها ومقدماتها وأوقاتها ومستحباتها وأركانها ، وما هو واجبٌ منها وما هو نفلٌ 0
غيرَ أنَّ إشارة قرآنية وردتْ في بيان تحديد صوت المُصلّي في الصلاة ، إذْ نهتْ عن الجهر فيها ونهتْ كذلك عن الإخفات بها ، قال تعالى : (( 000 ولا تَجْهَرْ بصلاتِكَ ولا تُخافتْ بها وابتغِ بينَ ذلكَ سبيلًا)) 0
فكيفَ يصنع المُصلّي إذنْ حيثْ أُمرَ بعدمِ الجهرِ وعدمِ الإخفات ؟ 0 ومتى تكونُ الصلاةُ جهريّةً ، ومتى تكونُ إخفاتيّة ؟ 0 وهل يكونُ ذلكَ بالصلاةِ الواجبةِ أم المُستحبّة ؟ 0 وهل يختلفُ صوتُ المُصلّي بين الرجل المُسلم والمرأة المُسلمة ؟ 0
هذا وسواه ما تحاول هذهِ الدراسةُ الإجابة عليه ، سيما واننا قد رصدنا إختلافًا بين علماءِ المسلمين بهذا الخصوص ، وسيكونُ ذلك إنطلاقًا من الآية المباركة (( 000 ولا تجهر بصلاتكَ ولا تخافت بها 000)) من خلال الوقوف على آراء المُفسّرين والفقهاء بهذا الشأن ، ولعلَّ من المفيد الوقوف أولًّا على بيان معنى الجهرِ والإخفات وما يقاربهما دلاليًّا في أمّاتِ المعاجم العربيّة ، ثمَّ المرور على بيان معنى الآية الحاكمة والإفادة من سبب نزولها في تقريب ذلك المعنى ، من ثَمَّ الوقوف على آراء علماء المسلمين في تحديد بيان معنى الجهر والاخفات والروايات الواردة بهذا الشأن 0
نسأل الله تعالى القبول ، ولهُ الحمدُ أولًا وآخرًا ، وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين 0