مفهوم الديمومة في العرض المسرحي العراقي المعاصر
الملخص
من الناحية الفلسفية التي تتقصد البنية كجوهر بصرف النظر عن الزمان والمكان وحيث تتساوى فيها زاوية النظر لبنية المسرح الإغريقي مع بنية العرض المسرحي ما بعد الحداثي، لأن الديمومة تتمثل في العلاقات الزمانية والمكانية وفي سلوك العناصر المسرحية منذ بدء العرض المسرحي حتى نهايته. وبهذا تنبع ديمومة المسرح من كونه يتحرك في فضاء الزمن الحاضر، مهما كانت بنيته وشكله دون أن يميل الى الثبات والركود، لأن الحاضر قابل للتحول والتغيير. فهو زمان منقضي يحل بدلاً عنه حاضر جديد وآخر زال وأنتهى، وهكذا يكون كل فعل مسرحي هو وليد لحظة تاريخية معينة تحيل على لحظة درامية جديدة لها مكانها وزمانها الخاص، في إشارة الى أن المسرح في تركيبته هو فعل تواصلي جدلي لا يستقر على حال، وكل لحظة وجود مسرحية جديدة تمثل تشكلاً جديداً يكون منفصلاً مع ما قبله وفاصلاً لما بعده، فيتخذ كل عرض ديمومته الخاصة به. وعلى ذلك تكون العلاقة بين المتلقي والعرض علاقة انسجام وتواصل، فعلى المستوى الجمالي عادة ما يتطابق توقع الأسلوب والشكل في العرض المسرحي مع مضمونه الفكري مما يشعر المتلقي بالرضا وتطابق وسائله التفسيرية مع مجريات الأحداث في العرض. مما يعني أن أفق التوقعات لا يتعرض الى الكسر، وإنما الى التواصل والإندماج مع مجريات الأحداث على الخشبة، فتصبح الممارسة المسرحية تجربة حياتية مشتركة بين منتج العرض ومتلقيه. وهي الضرورة الأساسية التي انطلق منها الباحث في الوقوف ثم فحص هذه المشكلة وصياغتها على شكل عنوان أنبثق عن تساؤل داخل البحث مفاده الآتي:
كيف تتحقق الديمومة في بنية العرض والمتشكلة من عناصر مختلفة مؤدية بذلك الى الانسجام والوحدة الكلية للعرض المسرحي؟